في عالم الجمال والأناقة، لمعت بلسم حسين، ابنة الكرخ في بغداد، كأيقونة تمثل وجه العراق المعاصر. بعمر لا يتجاوز 22 عاماً، حصدت لقب ملكة جمال العراق لعام 2022، ورفعت راية بلدها عالياً في مسابقة ملكة جمال العالم التي أُقيمت في الهند عام 2024.
لكن الجمال في نظر بلسم لا يقتصر على الملامح، بل يتجاوزها إلى الأرض والتاريخ والناس. ومن هذا المنطلق، تصف مدينة أربيل، التي شهدت تتويجها، بأنها أكثر من مجرد مدينة، بل تراها «مرآة حقيقية للجمال العراقي»، حيث تتناغم الطبيعة مع دفء الأهالي وعبق التاريخ في مشهدٍ واحدٍ يليق بالفخر والانتماء.
وعن أربيل تتحدث بلسم قائلة: «في قلب كوردستان العراق، تتربّع أربيل شامخةً بتاريخها العريق الذي يمتد آلاف السنين، وبحاضرها الذي ينبض بالحياة والحداثة. مدينة تجمع بين القِدم والحضارة، وبين الأصالة والرقي. فمن قلعتها التاريخية التي تُعد من أقدم المواقع المأهولة في العالم، إلى شوارعها العصرية، ومراكزها الثقافية، وأسواقها النابضة... كل زاوية في أربيل تروي حكاية، وكل نسمة هواء فيها تحمل عبق التراث ممزوجاً بنكهة التجدّد».
أربيل ليست فقط مدينة تُزار، بل هي مدينة تُعاش. وهذا ما أكدت عليه ملكة جمال العراق، خلال حوار خاص مع مجلة «كوردستان بالعربي»، تحدثت فيه بإحساس عميق عن تجربتها المتكررة في هذه المدينة المميزة. بابتسامة دافئة ونبرة مفعمة بالإعجاب، قالت: «أربيل مدينة ساحرة بكل معنى الكلمة. فيها مزيج نادر بين التاريخ العريق والحداثة. أنا شخصياً أشعر براحة خاصة كلما زرتها، سواء من ناحية الناس أو الأجواء. تستحق أن تكون وجهة فنية وثقافية لكل النجوم».
حلم يراودها
وعن فكرة الإقامة فيها، لم تُخفِ بلسم ميولها الواضحة نحو المدينة: «بصراحة، نعم! فكرت أكثر من مرة، خصوصاً أن المدينة آمنة وراقية، وفيها فرص كبيرة للإعلام والفن. ولو لم يكن عملي يتطلب وجودي في عدة أماكن، لكنت استقررت فيها من دون تردد، لولا تنقلاتي المستمرة».
زياراتها المتكررة ليست وليدة الصدفة، فهي ترتبط بأربيل بعلاقة تتجاوز الرسمية: «نعم، أزور أربيل باستمرار، سواء بدعوات إعلامية أو حتى بشكل شخصي. وكل زيارة تكون مختلفة وفيها شيء جديد أكتشفه».
التطور العمراني يبهر ملكة الجمال
وأضافت: «لا يمكن الحديث عن أربيل من دون التطرّق إلى التطور العمراني الذي تشهده». وقد لفت هذا الجانب نظر ملكة جمال العراق، التي علقت بقولها:
«مُبهر جداً.. أربيل اليوم نموذج للعمران والتنظيم، وفي كل عام، ألاحظ تطورات ملحوظة تعكس النمو المستمر في المدينة.. من الطرق ومراكز التسوق، إلى المشاريع الثقافية والفنية، بالفعل المدينة في تطور مستمر وملفت».
وتحدثت بلسم بمحبة عن علاقتها بالشعب الكوردي، مؤكدة أن هذه العلاقة تتسم بالصدق والتقدير: «لدي أصدقاء كورد أعتز بهم جداً، ومن أكثر الأشخاص الذين شعرت معهم بالدفء والصدق في التعامل. والكورد معروفون بكرمهم وطيبتهم، وهذا شيء دائماً ألمسه في كل زيارة».
وحين سُئلت عن جمال نساء كوردستان، أجابت بلطف:
«بصراحة، بنات كوردستان يتميزن بجمال خاص يجمع بين الملامح الشرقية والأوروبية، وأناقة طبيعية تلفت النظر. وكوردستان كلها لوحة طبيعية، من الجبال إلى المروج، جمالها ينعكس على أهلها».
وعن الأطباق الكوردية التي تحمل سحراً خاصاً يجعلها من أقرب النكهات إلى قلبها، قالت: «أنا أعشق الدولمة الكوردية، وأحب جداً الكُفتة الكوردية التي تُقدم بطريقة مميزة. نكهات الأرز والبهارات الكوردية قريبة جداً إلى قلبي، ودائماً ما أستمتع بها في كل زيارة».
تجربة بلسم حسين مع أربيل تتجاوز الإعجاب السطحي، فهي تجربة وجدانية عميقة، تنعكس فيها الأصالة والذوق، الراحة والجمال، الفن والإنسانية. أربيل، كما وصفتها، ليست مجرد محطة في رحلة فنية، بل مدينة تحمل في تفاصيلها روحاً تحتضن كل زائر، وتلهم كل فنان.
سوزان تَمَس: صحفية من قَرَقوش عملت في مجال الإعلام الحربي والصحافة