«أم النور» كوردستان تعيد الأمل لمسيحيي نينوى
«أم النور» كوردستان تعيد الأمل لمسيحيي نينوى

في خطوةٍ تعكس التزام إقليم كوردستان بحماية التنوع الديني وتعزيز ثقافة التعايش، افتتح رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، اليوم الأحد 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2025، كنيسة «أم النور» في قضاء عنكاوا، في مراسم رسمية شهدت حضوراً بارزاً لكبار رجال الدين المسيحي.

وحضر مراسم الافتتاح كل من البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، إضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين ورجال الدين وجمعٍ غفير من المواطنين.

رمزية «أم النور» جسر بين الأديان

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، سلّط بارزاني الضوء على الرمزية الدينية والاجتماعية لاسم الكنيسة «أم النور»، وهو أحد ألقاب السيدة مريم العذراء (ع) التي تحظى بمكانة جليلة في الديانتين المسيحية والإسلامية، فضلاً عن كونه اسماً شائعاً ومحبوباً في المجتمع الكوردي.

وأعرب رئيس الحكومة عن أمله في أن تصبح الكنيسة الجديدة مركزاً روحياً مهماً للعبادة بالنسبة للمسيحيين في عنكاوا، ومنارةً لتعزيز أواصر الإخاء والمحبة بين أتباع مختلف الديانات، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي في الإقليم.

ملاذ آمن للنازحين من سهل نينوى

وأشار بارزاني إلى أن إقليم كوردستان احتضن عشرات آلاف الأسر المسيحية التي نزحت قسراً من الموصل وسهل نينوى عقب هجمات تنظيم داعش الإرهابي، حيث وجدوا في الإقليم، وخصوصاً في عنكاوا، ملاذاً آمناً للعيش بسلام وكرامة.

وأوضح أن كنيسة «أم النور» تمثل هدية حكومة الإقليم للنازحين والمهجّرين من سهل نينوى، الذين لم تسمح لهم الظروف الأمنية غير المستقرة بالعودة إلى مناطقهم، لتكون لهم مكاناً للعبادة والطمأنينة الروحية. 

التزام بعودة آمنة وكريمة

وأكد رئيس الحكومة أن حكومة إقليم كوردستان ستواصل جهودها الحثيثة لإنهاء الأوضاع غير المستقرة في سهل نينوى، وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة تكفل عودة طوعية وكريمة لجميع السكان إلى ديارهم وكنائسهم ومناطقهم الأصلية.

في سياقٍ متصل، نوّه بارزاني بافتتاح مشروع طريق حيوي بالقرب من معبد لالش المقدس قبل أيام، بهدف تقديم تسهيلات كبيرة للمكون الإيزيدي.

وأوضح أن اليوم نفسه سيشهد أيضاً وضع حجر الأساس للمعهد الأزهري الديني، والمشاركة في حفل تخرج دفعة جديدة من معهد الأئمة والخطباء في أربيل، في خطواتٍ تعكس التزام الحكومة الثابت بدعم جميع المكونات الدينية دون استثناء.

رسالة سلام إلى المنطقة

واختتم بارزاني كلمته بالتأكيد على أن حكومة إقليم كوردستان ستستمر في دعم مبادئ السلام والتعايش واحترام التنوع الديني، ليس على مستوى الإقليم فحسب، بل كنموذج يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved