البرلمان العراقي يحتضن أول احتفالية ثقافية كبرى تستحضر مسيرة الزعيم الكوردي ملا مصطفى البارزاني، برعاية نائب رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور شاخوان عبدالله، نظّمت مؤسستا كوردستان كرونيكل والبارزاني الخيرية، الثلاثاء 14 تشرين الأول 2025، فعالية أدبية استثنائية في مقر البرلمان العراقي، جمعت بين الأدب والتاريخ، والخيال والواقع، احتفاءً بتوقيع ومناقشة رواية «آخر معارك الجنرال» للكاتب جان دوست.
وشكّلت الفعالية حدثاً ثقافياً بارزاً، كونها الاحتفالية الأولى والأكبر من نوعها التي تُقام في البرلمان العراقي عن الزعيم الخالد ملا مصطفى البارزاني، حيث استحضرت الرواية صفحات من مسيرة نضاله عبر سرد يمزج الذاكرة بالتاريخ.
حضور نخبوي واسع
حضر الفعالية نخبة من المثقفين والسياسيين والوجهاء والكتّاب من داخل العراق وخارجه، من بينهم الدكتور عبد الحسين شعبان، والأستاذ سمير الحباشنة، والأستاذ زياد شبيب، والدكتور شاكر نوري، والدكتورة نهلة أفندي، والدكتور محمد آل ياسين، والأديب حسين الجاف، إلى جانب صاحب الرواية الأديب جان دوست.
وأكّد المتحدثون، في مقدمتهم الدكتور عبد الحسين شعبان، رمزية الجنرال البارزاني ودوره التاريخي وتأثيره العميق في الوجدان الكوردي والعراقي، مشيرين إلى أن مكانته تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة لتجسّد معاني الكرامة والحرية.
من جهته، تناول رئيس المجمع العلمي العراقي الدكتور محمد آل ياسين في كلمته الدور البارز للكورد في مسيرة تطور العراق وإقليم كوردستان، وما قدّموه من إسهامات فكرية وثقافية رغم ما واجهوه من معاناة وتحديات عبر التاريخ.
حضور دبلوماسي ودعوات للتوثيق
شهدت الفعالية حضوراً دبلوماسياً عربياً وعراقياً لافتاً، عكس اهتمام الأوساط الثقافية والسياسية بشخصية البارزاني التي تركت بصمتها في تاريخ المنطقة.
وأشار المشاركون إلى وجود تقصير واضح من حكومتي بغداد وإقليم كوردستان في إبراز التراث الكوردي والتعريف بنضال الشعب الكوردي وصموده الثقافي والإنساني، مؤكدين تزايد الحاجة إلى توثيق هذا الإرث وتعزيزه في الوعي الوطني العام.
وتُعدّ رواية «آخر معارك الجنرال» محاولة أدبية لسرد حكاية البارزاني بأسلوب روائي يجمع بين الوثيقة التاريخية والسرد الإبداعي، في لحظة فارقة يلتقي فيها الأدب بالتاريخ، وتُروى فيها الحكاية كما لم تُرو من قبل.