افتتح رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم الخميس، مشروع مياه قوشتبة الاستراتيجي بكلفة 222 مليار دينار، مؤكداً أن الحكومة تسعى لتعزيز الأمن المائي للإقليم في مواجهة تداعيات التغيّر المناخي.

وقال بارزاني، خلال حفل الافتتاح: «من المهم أن نحافظ على الماء، فهو نعمة عظيمة أنعم الله بها علينا. لقد شعرنا بمخاوف نقص المياه منذ فترة طويلة بسبب توسع المدن وزيادة الطلب، ونحن بحاجة إلى أن يصل مشروع الماء إلى جميع المدن والبلدات والقرى».

مشروع بمواصفات عالمية

يُعد المشروع، الذي أُنجز قبل موعده المحدد بعامين، أحد أبرز إنجازات التشكيلة الحكومية التاسعة، حيث سيوفر الماء لقضاء قوشتبة وناحية بستانه و72 قرية للعقدين المقبلين، مع إغلاق 112 بئراً ارتوازياً للحفاظ على المخزون الجوفي.

ويستفيد من المشروع 63 ألف نسمة بشكل مباشر، فيما تبلغ طاقته الاستيعابية 240 ألف مواطن، بإنتاج يومي يصل إلى 72 ألف متر مكعب من المياه النظيفة وفق المعايير الدولية.

مسؤولية جماعية

وشدد بارزاني على أن «حماية المياه مسؤولية الجميع»، محذراً من تداعيات الجفاف: «في السنوات الماضية كان هطول الأمطار قليلاً وجفت الأنهار في العديد من المناطق، وتأثير قلة الأمطار في العراق واضح جداً، ونحن أيضاً لسنا بمنأى عن ذلك».

وأضاف: «الخطر الناتج عن نقص المياه يأتي مع مخاطر أخرى، خاصة فيما يتعلق بنزوح المواطنين من مكان إلى آخر؛ لأن الإنسان يبحث دائماً عن الماء، وإذا تحول مكان ما إلى صحراء، يضطر الناس إلى الانتقال».

مشاريع مائية جديدة في الأفق

وكشف رئيس الحكومة عن قرار إنشاء «مشروع مياه كبير في دوكان بالسليمانية، والذي بلا شك سيضع حداً لمشكلة أزمة المياه في السليمانية»، معرباً عن أمله في ألا يبقى أي مكان في كوردستان يعاني من نقص المياه.

دعوة لنشر ثقافة الترشيد

ودعا بارزاني المدارس وأئمة الجوامع والمثقفين إلى نشر ثقافة عدم هدر المياه، قائلاً: «الماء نعمة عظيمة، يجب أن نستفيد منها بأفضل طريقة ممكنة. يمكننا جعل وطننا أفضل بكثير إذا عرفنا كيف نستفيد من هذه النعمة».

الخدمة رسالة وطنية

وفي إشارة إلى منجزات حكومته، قال بارزاني: «عملنا كثيراً من أجل أن نكون على مستوى ثقة المواطنين، ليس فقط الماء، بل مشاريع الإنارة، تعبيد الطرق، رقمنة الخدمات، القطاعين الصحي والتربوي. الخدمة الحقيقية لا تحتاج إلى مقابل، فقط تتطلب الإخلاص».

وأكد أن «الثروة الوطنية ملك كافة مواطني كوردستان، وليس ملكاً خاصاً لأي شخص»، مضيفاً: «نحن مستمرون في خدمتكم ما دمتم تثقون بنا، ونعتبر خدمتكم شرفاً وفخراً لنا».

تفاصيل المشروع

نُفّذ المشروع بأيدٍ عاملة محلية بنسبة إنجاز بلغت 81%، مع إنجاز كامل لمدخلات المياه. وشمل التنفيذ مد 37 كيلومتراً من الأنابيب الرئيسية بقطر 800 ملم، و263 كيلومتراً من الخطوط الفرعية، إضافة إلى خط كهرباء بطول 37 كيلومتراً وبقدرة 33 كيلوفولت.

ويُتوقع أن يُسهم المشروع في إعادة إعمار منطقة عانت طويلاً من شح المياه، ليصبح نموذجاً لمواجهة التحديات المناخية في الإقليم.