شهد مهرجان التفاح الثالث، الذي أقيم في منطقة كاني ماسي شمال محافظة دهوك، واستمرت فعالياته على مدى خمسة أيام، نشاطات ثقافية وفنية وتراثية، إضافة إلى تسويق المحاصيل الزراعية المحلية التي تشتهر بها المنطقة.
وتتميز منطقة كاني ماسي بمناخها المعتدل، وبساتينها الغنية بمختلف أنواع الفاكهة، وخصوصاً محصول التفاح الذي تشتهر المنطقة بزراعته، لتمتعها بوفرة المياه العذبة وأجواء ملائمة لزراعة التفاح على مساحات واسعة.
ويعد تنظيم مهرجان التفاح السنوي في هذه المنطقة فرصة مهمة لمزارعي الفاكهة والتجار والمستهلكين، فضلاً عن استقطاب الآلاف من المواطنين من مختلف أنحاء كوردستان، للمشاركة في فعاليات المهرجان الفنية والثقافية والتراثية، والاستمتاع بجمال طبيعة المنطقة.
ووفقاً لعضو اللجنة المشرفة على المهرجان، ريفنك هروري، فإن المهرجان شهد حضوراً تجاوز 150 ألف شخص، شاركوا في فعالياته وتجولوا بين أركان معرض المحاصيل الزراعية، موضحاً أنه إلى جانب محصول تفاح برواري، ضم المعرض أنواعاً متعددة من الفاكهة، والمنتجات الحيوانية، والصناعات اليدوية، والملابس، والإكسسوارات التراثية.
وقال هروري لمجلة «كوردستان بالعربي» إن للمهرجان أهمية كبيرة للتعريف بمحاصيل المزارعين، خصوصاً فاكهة تفاح برواري التي تشتهر بها المنطقة، لافتاً إلى أن حجم مبيعات المحاصيل الزراعية تجاوز 780 مليون دينار عراقي خلال أيام المهرجان.
وحضر العديد من التجار من إقليم كوردستان وخارجه إلى المهرجان للاطلاع على نوعية وجودة المحاصيل المعروضة، بهدف التعاقد مع المزارعين لشراء محاصيلهم خلال المواسم المقبلة. وبات مزارعو المنطقة يدركون أهمية الحفاظ على جودة محاصيلهم، بهدف إيجاد منافذ تسويقية وجذب الزبائن لمنتجاتهم، وفقاً لــ «هروري».
وبحسب الرواية المحلية، تعود زراعة التفاح في منطقة «كاني ماسي» إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما زرع أحد وجهائها -واسمه الشيخ مظهر مايي- بذوراً أخرجها من تفاحة جلبها معه قائمقام قضاء «أميدي» من بريطانيا، وقدَّمها كفاكهة لضيوفه من وجهاء المنطقة، وكان الشيخ مظهر مايي أحدهم. بعد ذلك، اتسعت زراعة التفاح بشكل كبير في المنطقة، حتى اشتهرت بتفاحها المميز. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت هذه المنطقة تصدر التفاح إلى دول الخليج وسوريا ولبنان والأردن وبلغاريا.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن إقليم كوردستان ينتج سنوياً نحو 6000 طن من التفاح، وتعدّ محافظة دهوك الأكثر إنتاجاً بنحو 4000 طن سنوياً. وفي العام 2023، تم تصدير كمية من «تفاح برواري»، بدعم من الحكومة، إلى دولة قطر كتجربة أولية لتصدير هذا المحصول إلى الأسواق العالمية.