أطلق رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الخميس 30 تشرين الأول 2025، مشروع «الحزام الأخضر» الاستراتيجي حول مدينة أربيل بغرس الشجرة الأولى، في خطوة وصفها بـ«التاريخية للأجيال الحالية والمقبلة».

وقال بارزاني خلال المراسم: «إعادة الإعمار تتم بهدوء وثبات لا بالضجيج، فالمطر هو ما ينمي الأزهار وليس الرعد»، مستشهداً بمقولة جلال الدين الرومي.

شراكة دولية وفرص عمل

أعرب رئيس الحكومة عن شكره للخبراء اليونانيين والوفود الدولية الداعمة للمشروع، خاصة في إعادة زراعة شجرة الزيتون التي أكد الخبراء أن مصدرها التاريخي هو المنطقة ذاتها. وأشار إلى أن القطاع الخاص شريك أساسي في التنفيذ، حيث ستعود ملكية الأراضي لوزارة البلديات، بينما تتولى الشركات الاستثمار التجاري للأشجار المنتجة، مما يخلق فرص عمل واسعة للشباب مع برامج تدريب دولية متخصصة.

رئة أربيل وتنويع الاقتصاد

أوضح بارزاني أن الحزام سيشكل «رئة حقيقية» لأربيل، مساهماً في تحسين المناخ بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتوفير هواء أنظف. وأكد أن المشروع يندرج ضمن خطط تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد الكلي على النفط والغاز، مستعرضاً جهود الحكومة في السياحة والبنية التحتية وبناء السدود وإدارة ملف المولدات الملوثة للبيئة.

تحديات وإصرار

تطرق رئيس الحكومة للعراقيل السابقة لإيقاف المشاريع، مؤكداً أن الإصرار والعزيمة وجهود الفرق الحكومية أثمرت استمرار المسيرة. وقال: «لا نتوقع المساعدة ممن لا يرغبون بتقديمها، لكننا نرحب بدعم الأصدقاء في الخارج».

ونبّه بارزاني لمخاطر التغير المناخي والتصحر كدافع رئيسي للهجرة، داعياً المجتمع الدولي والدول الأوروبية لمعالجة المشاكل البيئية من جذورها في المنطقة لتجنب التبعات الاجتماعية والسياسية والأمنية لموجات الهجرة.

واختتم بالتأكيد: «إقليم كوردستان لا ينتظر المعجزات، بل يصنعها بسواعد أبنائه»، متعهداً بمواصلة مسيرة الإعمار والازدهار.