تشتهر المناطق الجبلية في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان بكثافة أشجار البطم. ومع بدء فصل الخريف، تشهد هذه المناطق عمليات جني اللبان المستخرج من جذوع هذه الأشجار، ليتحول لاحقاً إلى أحد أرقى أنواع العلك الطبيعي، المعروف بالكوردية باسم «بنيشت» أو «علكة الماء».

يتوجه العشرات من القرويين، رجالاً ونساءً، في رحلات يومية إلى الغابات الطبيعية في المناطق الجبلية، لجني اللبان واستخراجه من جذوع الأشجار وسط أجواء الفرح والترفيه والدبكات الشعبية.

ويسعى الأخوان حيدر وأكرم إلى جمع أكبر كمية ممكنة من اللبان، خلال هذا الموسم لبيعه في الأسواق، على أمل أن يدرَّ عليهما دخلاً يمكنهما من شراء سيارة من نوع بيكاب لتسهيل تنقلاتهما. يقول حيدر لمجلة «كوردستان بالعربي»: «تمكَّنا خلال المواسم الماضية من تغطية مصاريف زواجنا من عائدات بيع اللبان».

تبدأ عملية جني اللبان بشَقِّ جروح صغيرة في جذع الشجرة، لتُخرج قطرات من الصمغ. ثم تُوضَع عجينة طينية متماسكة ومشكَّلة على هيئة إناء صغير أسفل مكان الجرح مباشرة، لتجميع المادة الصمغية المتساقطة. ويُترك هذا الإناء الطيني المعلق على جذع الشجرة لمدة تتراوح بين 15 و20 يوماً حتى يمتلئ بالصمغ المتدلي من تلك الشقوق. وبعد ذلك، تُنقَّى المادة الصمغية وتُوضع في أكياسٍ لبيعها في الأسواق بسعر یتراوح بین 25 و50 دولاراً للكیلوغرام الواحد.

يُتناول اللبان أو «البنيشت» كـ«علكة» طبيعية، ويُطلق عليه شعبياً اسم «علكة الماء». كما يُستخدم كعلاج في الطب الشعبي التقليدي. وتحتوي شجرة البطم على غدد لبنية تفرز مادة «الراتينج» اللزجة، وهي تحتوي على مواد هيدروكربونية وتسمى بـ«اللبان المر».

الصور: ناصح علي خياط