يحيي إقليم كوردستان اليوم الأربعاء ذكرى يوم العلم الكوردستاني، في مناسبة وطنية تُعيد للأذهان لحظة تاريخية مفصلية عاشها الشعب الكوردي قبل عقود.
وتنظم المؤسسات الحكومية والتربوية في مختلف مدن الإقليم فعاليات احتفالية بالمناسبة، تشمل رفع العلم على المباني وعزف النشيد الوطني، إلى جانب أنشطة متنوعة في المدارس تعزز الوعي الوطني لدى الأجيال الناشئة.
لحظة ميلاد تاريخية
تعود جذور هذا اليوم إلى 17 كانون الأول 1945، حين رُفع العلم الكوردستاني لأول مرة فوق مبنى بلدية مهاباد في كوردستان الشرقية، تزامناً مع إعلان قيام جمهورية كوردستان بقيادة قاضي محمد، تلك التجربة التي استمرت قرابة عام واحد.
لكن ظهور العلم سبق ذلك التاريخ، إذ عُرض للمرة الأولى أمام المجتمع الدولي عام 1919 على يد الدكتور كامران بدرخان في العواصم الأوروبية، ثم قُدّم رسمياً في مؤتمر باريس للسلام عام 1920.
وخلال ستينيات القرن الماضي، حمل اتحاد الطلاب الكورد في أوروبا هذا الرمز في مناسبات عديدة، ليظل حاضراً في ذاكرة الكورد رغم عقود من التهميش.
وشهد العلم الكوردستاني انتشاراً واسعاً عقب انتفاضة مارس 1991 في الإقليم، حيث رُفع على مقرات الأحزاب السياسية والمؤسسات الإعلامية والإدارية في المناطق المحررة.
وأقر برلمان إقليم كوردستان قانون العلم في 11 تشرين الثاني 1999، قبل أن تُصدر حكومة الإقليم قرارها رقم 48 بتاريخ 19 يونيو 2009، الذي حدد السابع عشر من كانون الأول يوماً رسمياً للاحتفال بالعلم الكوردستاني.
دلالات الألوان والرموز
يحمل علم كوردستان ثلاثة ألوان أفقية: الأحمر في الأعلى يرمز لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الكوردي عبر التاريخ، والأبيض في الوسط يعبّر عن السلام والتعايش بين مكونات المجتمع، فيما يمثل الأخضر في الأسفل الطبيعة الغنّاء التي تشتهر بها كوردستان.
وتتوسط هذه الألوان شمس صفراء ذات 21 شعاعاً، تشير إلى يوم 21 مارس، تاريخ احتفالات نوروز التقليدية ورأس السنة الكوردية، كما تُفسّر أحياناً بارتباطها بالمعتقدات الدينية القديمة للكورد.
رمز عالمي للمقاومة
اكتسب العلم الكوردستاني شهرة دولية واسعة خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً مع بروز دور قوات البيشمركة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حيث ظهر في ساحات المعارك والمحافل الدولية كرمز للشجاعة والصمود.
ويُرفع العلم اليوم في مختلف أنحاء كوردستان بأجزائها الأربعة، ليبقى شاهداً حياً على مسيرة طويلة من الكفاح الوطني، وتعبيراً صادقاً عن هوية شعب وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والاستقرار.
